مسرحية جمال السلطة
كرداوي
كرداوي
عندما يتولي شخص ضعيف الأداء وشخصية عادية بل أقل من العادية منصباً عن طريق المجاملة أو الواسطة يتحول من شخص عادي إلي الجلوس علي الكرسي الذي يجعله صاحب القرار في أرزاق الناس. يحيط نفسه بالضعفاء والمنافقين لإعطائه قوة كاذبة. يحس جمال السلطة فتكالب عليها ويدافع عنها دفاعاً مميتاً مستخدماً كل رخيص وغال مؤمناً بنظرية ميكافيللي الشهيرة "الغاية تبرر الوسيلة". يطوع العمل والناس والأداء لخدمته وكيف لا وهو صاحب أجمل شيء في الوجود وهو "السلطة". يدخل المكان فتهتز أركانه ويجتمع حوله طالبو الخدمات. يمشي فتهتز الأرض ويضعف الضعفاء ويلتف حوله ذئاب تلتهم من يقترب. يزداد ضراوة كل يوم يمر عليه في السلطة. تغير بالكامل ويصبح وحشاً كاسراً يصرخ في الناس يهرعون لإرضائه. المهم رضاه وابتسامته وتنازله أن يكلمك أو يتبادل معك حديثاً. إذن أنت صاحب خطوة. لا يهتم أحد بحقيقة الأمور فلتغرق السفينة طالما أنا أطفو ومعي طوق النجاة وهي
"السلطة". تغرق السفينة طالما طلباتي تتم بشكل فردي من صاحب السلطة أنافقه. أجامله. أشيد به لأنه أحسن من في الوجود. ولم لا طالما "أنا" في السليم ثم الطوفان علي المبدأ الرخيص "بعد رأسي ما طلعت شمسي" يعني "أنا" وبس طالما أحصل علي ذلك بالسلطة ومن صاحب السلطة في أي مؤسسة فإلي الجحيم بكل شيء آخر ولابد أن نظل نردد أننا لا نريد الإدارة وهي حمل لكن أنظر إليها نظرة العاشق لمعشوقته. ونظرة المحب لمحبوبته. نظرة تعكس جمال السلطة حتي لو كانت دون الإمكانيات لكن السلطة جعلتني الرجل الكامل فلا يسبقني أحد. وحيد العصر والأوان ثم يتغير العصر والأوان ونخرج من السلطة فيحتل مكاني ضعيف آخر وفاشل آخر يتجرع كأس السلطة الحلو لنبدأ المسرحية مرة أخري. مسرحية جمال السلطة.
تحياتي للجميع ارض الكردي
كرداوي
كرداوي