مازالت السماء تُمْطِر والأرضُ تتنفَّس .. ومازالَ قلبي ينبُض بقوة .. دقات قلبٍ تتناغم سُرعاتها مع نزول المطر .. تزيد بشدته .. وتقلُّ لهدوئه .. تركتُ مجلسي وخرجتُ إلى الطريق ِلأجدَ برقاً كشَّر عن أنيابه ورعداً يصرُخُ في أُذني بأعلى صوتِه ويقول :
(ذكرياتك لن تموت .. سيتجدد جُرحُكَ كلما يأتي الشتاء) ..
في نفس الوقت شعرتُ بمرور المطر على صدري بعد أن بللَ ملابسي مُتخذاً طريقه إلى قلبي ليغسله من هموم أعيَتهُ وأفقَدَتْهُ بعض نبضاته .. هنا هدَأَتْ نفسي قليلاً ورفعتُ يداي كجناح طائر فحلَّـقَتْ روحي في جَوْف الفضاء .. تنفسْتُ بعمق وكأنه آخر الأنفاس أختلسُه قبل أن ينْضَب الهواء .. وفـجـأة !! عاد صوت الرعد يصاحبه ضوء البرق ليذكِّرُني بشيء لم أنساهُ من قبل .. إنه (المِعْطَف) .. معطفي الذي كانت ترتديه حبيبتي قبل أن تذهب وتتركني بدقائق ..يا الله !! .. كأنها كانت تعلم أن ما حدث سوف يحدث فأرادت أن تترك لي شيئاً من بقاياها يعزيني .. عندما ألبستها معطفي هذا في ذلك اليوم أصرت أن تعيده إليَّ بعد أن تَعطَّر بعطرها الذَّكي الذي عشقْتُه من أجلها .. أسرعتُ إلى داخل حجرتي واحتضنتُ المعطف ففاح منه عطراً طابَ لِيَ استنشاقه .. ارتديته وذهبت للسير في إحدى الطرق المجاورة لمنزلي ..
تساقط المطر على المعطف فتصاعدت منه رائحة العطر وعانَقَتْ رائحة المطر فتنسمتُ رائحة الماضي وعبير الذكريات .. هدأ المطر نوعاً ما فتسرَّب إلى سمعي صوت عجلات السيارات الناتج عن ملامستها للأرض المرتوية بماء المطر .. عاودني صوت الرعد من جديد رغم عدم ظهور البرق هذه المرة .. تغلغلتُ داخل المعطف لأحتويه ويحتويني .. وضعتُ يدي في أحد جيوبه فلامست صورتها التي أحتفظ بها دائماً داخل المعطف فتراءت أمام عيناي مبتسمة فرحة كما كانت عادتها وقد بللها ماء المطر ..
احتضنت المعطف بقوة ومازلت قابضاً على صورتها ثم عدتُ إلى البيت ..
أخرجت الصورة وقبَّلتُها.. واستلقيت على سريري مُغْمِضاً جَفناي على طيفها الحبيب لتعيش معي طوال الليل ..
لم أشعر بعدها إلا بشعاع شمس تسرَّب إليَّ عبر النافذة ليخبرني بأن الصُّبح جاء .. ألقيت نظرة من النافذة فوجدت ماء المطر قد جفَّ بفعل سطوع الشمس وتلاشت رائحة المطر ..
ربما يجف المطر وتذهب رائحته.. لكن الحب سيبقى والذكريات لن تنتهي ..
ودَّعتُ المعطف بعد وعدٍ بلقاء عندما يأتي الشتاء وتعود رائحة المطر.
بقلم – أسير الإحساس
(ذكرياتك لن تموت .. سيتجدد جُرحُكَ كلما يأتي الشتاء) ..
في نفس الوقت شعرتُ بمرور المطر على صدري بعد أن بللَ ملابسي مُتخذاً طريقه إلى قلبي ليغسله من هموم أعيَتهُ وأفقَدَتْهُ بعض نبضاته .. هنا هدَأَتْ نفسي قليلاً ورفعتُ يداي كجناح طائر فحلَّـقَتْ روحي في جَوْف الفضاء .. تنفسْتُ بعمق وكأنه آخر الأنفاس أختلسُه قبل أن ينْضَب الهواء .. وفـجـأة !! عاد صوت الرعد يصاحبه ضوء البرق ليذكِّرُني بشيء لم أنساهُ من قبل .. إنه (المِعْطَف) .. معطفي الذي كانت ترتديه حبيبتي قبل أن تذهب وتتركني بدقائق ..يا الله !! .. كأنها كانت تعلم أن ما حدث سوف يحدث فأرادت أن تترك لي شيئاً من بقاياها يعزيني .. عندما ألبستها معطفي هذا في ذلك اليوم أصرت أن تعيده إليَّ بعد أن تَعطَّر بعطرها الذَّكي الذي عشقْتُه من أجلها .. أسرعتُ إلى داخل حجرتي واحتضنتُ المعطف ففاح منه عطراً طابَ لِيَ استنشاقه .. ارتديته وذهبت للسير في إحدى الطرق المجاورة لمنزلي ..
تساقط المطر على المعطف فتصاعدت منه رائحة العطر وعانَقَتْ رائحة المطر فتنسمتُ رائحة الماضي وعبير الذكريات .. هدأ المطر نوعاً ما فتسرَّب إلى سمعي صوت عجلات السيارات الناتج عن ملامستها للأرض المرتوية بماء المطر .. عاودني صوت الرعد من جديد رغم عدم ظهور البرق هذه المرة .. تغلغلتُ داخل المعطف لأحتويه ويحتويني .. وضعتُ يدي في أحد جيوبه فلامست صورتها التي أحتفظ بها دائماً داخل المعطف فتراءت أمام عيناي مبتسمة فرحة كما كانت عادتها وقد بللها ماء المطر ..
احتضنت المعطف بقوة ومازلت قابضاً على صورتها ثم عدتُ إلى البيت ..
أخرجت الصورة وقبَّلتُها.. واستلقيت على سريري مُغْمِضاً جَفناي على طيفها الحبيب لتعيش معي طوال الليل ..
لم أشعر بعدها إلا بشعاع شمس تسرَّب إليَّ عبر النافذة ليخبرني بأن الصُّبح جاء .. ألقيت نظرة من النافذة فوجدت ماء المطر قد جفَّ بفعل سطوع الشمس وتلاشت رائحة المطر ..
ربما يجف المطر وتذهب رائحته.. لكن الحب سيبقى والذكريات لن تنتهي ..
ودَّعتُ المعطف بعد وعدٍ بلقاء عندما يأتي الشتاء وتعود رائحة المطر.
بقلم – أسير الإحساس